
بقلم : محمد جابر
المرأة المصرية بين العنف والتمكين واقع متناقض ومستقبل مأمول
رغم أن المرأة المصرية لعبت أدوارا محورية في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية إلا أنها لا تزال تعيش واقعا متأرجحا بين مظاهر التمكين وممارسات العنف التي تتخذ أشكالا متعددة مما يثير تساؤلات جادة حول فعالية الجهود المبذولة لتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية
من خلال فيلم قصير عرضتة كريتاس مصر يعبر عن واقع العنف ضد المرأة بأرقام صادمة وسلوكيات متجذرة
تشير تقارير صادرة عن المجلس القومي للمرأة والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن أكثر من 25% من النساء المصريات تعرضن لشكل من أشكال العنف الأسري ويتنوع هذا العنف ما بين الجسدي والنفسي والاقتصادي كما أن ظاهرة التحرش الجنسي والختان ورغم القوانين الرادعة لا تزال منتشرة
استهل د. موريس كلمته وعنونها العنف بين العرض والمرض في مجتمعات تتوارى فيها الكلمات خلف الخوف يصبح العنف مرضا صامتا وأعراضه صراخا مكبوتا على هيئة تصرفات أو صمت ثقيل لا يولد العنف فجأة بل يبدأ عرضا لمشكلة أعمق ويتحول إلى مرض اجتماعي إن ترك بلا علاج
عندما تهمل الأعراض أو تبرر يتحول العنف إلى مرض عضال يستشري في الأجساد والعلاقات يصبح جزءا من النظام يمارس يوميا و يتوارث عبر الأجيال و الأسوء أن المرض يصبح غير مرئي وتكريس لثقافة مرضية تتوارث عبر الأجيال
ومن خلال قصة سردية اجتماعيه اسم ضحيتها س.ص. عرضها د. هاني
لتستخرج أن العنف يترك أثرا نفسيا قد لا يظهر مباشرة علي الضحية التي عانت مستويات مختلفه من العنف منها النفسي والجسدي والاجتماعي والتعليمي والجسدي بأنواعه هنا الضحية أكرهت علي عدة أمور قد لا تتكلم لكن جسدها يتكلم اضطرابات في النوم قلق مزمن عزلة اجتماعية أو حتى أمراض جسدية بلا سبب عضوي واضح هنا يصبح السلوك الاجتماعي والصحي هو العرض
أما المرض الحقيقي هو مجتمع لم يتعلم بعد كيف ينصت أو يحتوي أو يربي
ومن خلال الطرح لكل مجموعة علي حدا استخرجت بعض الحلول ليتحول النقاش من تشخيص للعنف إلى معالجته
فمعالجة العنف كمرض اجتماعي لا بد أولا من الاعتراف بأعراضه وعدم التهوين من كل كلمة جارحة كل صفعة كل تمييز هي عرض لا يجب تجاهله
وتأتي الأشارة إلي أن التعليم والإعلام الواعي والتشريعات الصارمة والدعم النفسي والتمكين الاقتصادي وفتح حوارات جادة داخل البيوت والمدارس ومراكز القرار
والربط بين الأجهزة المختلفه كانت تلك أبرز المقترحات
العنف إنذار علينا أن نعيد قراءته بدقة لا كفعل لحظي بل كعلامة حمراء في طريق مجتمع ينزلق نحو التآكل الداخلي كل عرض عنف هو صوت يطلب الإنقاذ وكل مرض عنف هو نتيجة صمت طويل وبين العرض والمرض وبين الصوت والصمت مسؤولية مجتمعية لا تحتمل الانتظار
وخلال العرض التحليلي وحلقات المناقشة حول مجموعات المائدة المستديرة برئاسة دكتور هاني موريس رئيس مجلس الإدارة استخلصت إلي أستمرار بعض الممارسات التقليدية مثل الزواج المبكر وختان الإناث في مناطق ريفية وحضارية علي حد سواء ورغم الجهود الحكومية والتوعوية المتواصلة وغالبا ما تبرر هذه الأفعال باسم العادات مما يعكس تحديا ثقافيا عميقا يتجاوز الجانب القانوني.
في المقابل شهدت السنوات الأخيرة تحسنا في مؤشرات تمكين المرأة على عدة مستويات. فقد بلغت نسبة تمثيل النساء في البرلمان المصري 27% وهي النسبة الأعلى تاريخيا كما أنشئت مبادرات وطنية لتمكين المرأة اقتصاديا
وكان للجمعية دور بارز ونماذج تحاكي مجهودات بناءه حيث حولت أحدي السيدات مشروعها الصغير الي مصنع هذا ما أشارت إليه برامج كريتاس نحو تغيير الوضع الاقتصادي لبعض الأسر
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية لا يزال التمكين يواجه عقبات على أرض الواقع فغياب التنسيق بين المؤسسات وضعف الوعي في بعض المجتمعات يحد من أثر السياسات العامة
وهنا تطرق الطرح الي تساؤلا جوهريا هل ما تحقق هو تمكين حقيقي أم مجرد تمكين فوقي يقتصر على النخب ولا يصل إلى المرأة البسيطة في الريف أو الأحياء الفقيرة
مما استعدي الي تقسيم المائدة الي خمس موائد فرعية نقاشيه للخروج الي مقترحات وتوصيات
نحو حلول متكاملة من الحماية إلى التمكين الحقيقي
للتغلب على هذه التحديات استبين الحضور أنه لابد من تبني استراتيجية شاملة تعتمد على
إصلاح التعليم لتعزيز قيم المساواة ومناهضة التمييز منذ الصغر
توسيع مظلة الحماية القانونية وتسهيل سبل الإبلاغ والتعريف بالأرقام الساخنه المعنيه بذلك
شملت المائدة المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للأمومه والطفوله
الجمعيات والمؤسسات الاهليه الإعلام وبعض من نواب البرلمان والشيوخ وممثلا عن الأوقاف والكنيسة وكوادر من المجتمع المدني
واختتمت المائدة المستديرة بتوصيات معدة للطرح وأعلن ان الحوار ما زال قائما قيد البحث والدراسة في جلسات اخري متعاقبه