فضائل وأعمال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك

فضائل وأعمال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك

كتبت /نورهان التمادي

شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، ويكتسب العشر الأواخر منه مكانة عظيمة بين المسلمين. ففي هذه الأيام المباركة، يزداد المسلمون اجتهادًا في العبادة والطاعات، سعيًا لنيل رضوان الله ومغفرته. سنستعرض في هذا المقال فضل وأهمية العشر الأواخر من شهر رمضان والأعمال المستحبة التي يمكن القيام بها خلال هذه الفترة المباركة.

فضل وأهمية العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك

كان النبي ﷺ يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها، كما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها:
“كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره” (رواه البخاري ومسلم).

تلخص أهمية العشر الأواخر بالنقاط التالية:

عتق من النار:
قال النبي ﷺ: “رمضان أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.” فيختتم المسلم شهره بفرصة عظيمة للنجاة من العذاب.

فرصة لتعويض التقصير:
إذا قصر المسلم في العبادة خلال الأيام الأولى، يمكنه تعويض ذلك والاجتهاد أكثر في العشر الأواخر.

ليلة القدر:
تُحتمل ليلة القدر في العشر الأواخر، وخاصة الليالي الفردية منها، وهي خير من ألف شهر.

نزول القرآن:
ليلة القدر هي ليلة نزول القرآن، مما يضاعف من أهمية العبادة وقراءة القرآن.

نزول الملائكة:
تنزل الملائكة في هذه الليالي، مما يضفي عليها قدسية وبركة خاصة.

الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من رمضان

لزيادة الأجر والحسنات، يمكن للمسلم القيام بعدد من الأعمال الصالحة خلال العشر الأواخر:

قراءة القرآن وطلب ليلة القدر:

قراءة القرآن في هذه الأيام لها أجر عظيم، فكل حرف يُكتب له حسنة بعشر أمثالها. وقد يوفق المسلم لقراءة القرآن في ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، كما قال الله تعالى:
“ليلة القدر خير من ألف شهر.” [القدر: 3]

الذكر والدعاء:

يُستحب الإكثار من الذكر والدعاء، خاصة في العشر الأواخر. من الأدعية المستحبة ما ورد عن النبي ﷺ عندما سُئل عن أفضل دعاء في ليلة القدر:
“اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عني.”

كما أن الصلاة على النبي ﷺ لها فضل كبير في هذه الأيام، ويجب على المسلم الاستمرار في الدعاء والإلحاح فيه، فالدعاء هو جوهر العبادة.

قيام ليلة القدر:

قيام ليلة القدر من أعظم الأعمال، ويشمل تلاوة القرآن، الصلاة، الأذكار، وأداء الأعمال الخيرية. هذه الليلة فرصة عظيمة للعتق من النار ونيل رحمة الله ومغفرته.

الاعتكاف في العشر الأواخر:

الاعتكاف هو التفرغ للعبادة في المسجد، ويُمارس المعتكف العبادات مثل الصلاة، وقراءة القرآن، والدعاء. قال ابن عمر رضي الله عنهما:
“كان رسول الله ﷺ يعتكف العشر الأواخر من رمضان.” (متفق عليه)

في الختام ،العشر الأواخر من شهر رمضان هي فرصة لا تُعوّض لتعزيز العلاقة بالله، وطلب المغفرة، ونيل العتق من النار. بالاجتهاد في العبادة واتباع سنة النبي ﷺ، يمكن للمسلم أن يختتم شهر رمضان بروحانية عالية وقلبٍ نقٍي. اجعل هذه الأيام فرصة للتقرب إلى الله وزيادة الحسنات، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعلنا من عتقائه من النار.

يتبع……

دمتم في أمان الله.