غير مصنف

صرخة الموت

أهيم بصوتي
وأُضيع خطوتي
تدمع مقلتي
ويهمس وجعي بصمت همسي
صحوت من غفوتي
أنقب في دهاليزِ ذاتي

أتفقد روحي أبحث عن بقايا
أجمع ظلال الصمت
ألملم ملامحي من مرآة
أرهقها البكاء
أفتش عن صوت لا يشبه الوداع

في رحاب الليل أصرخ بلا صوت
أستنجد بذكريات تاهت في الغروب
وأطارد شعاع أمل خافت
ينير لي درب الشقاء

فهل يعود لي نبض الحياة؟
أم يبقى قلبي أسير الظل؟
أمشي وحيدًا بين أنين السكون
أما آن لقلبي نجاتي؟
أأنجو…
وفي صدري أنين لا يهدأ
وفي روحي سفن غارقة
بلا مرافئ

      أُحاور ظلي  
     يسألني: من أنت؟  
    أنادي صمتي  
   فيرد جريحا:  
  هنا كنت، وهنا انكسر اليقين  
 واندثرت ذكريات السنين  
تحت الرماد، بين حطام الركام  

صرخة وجع، صوت التراب، رعشة الخوف
عتمة نهار…
تمنيت يكون كابوس
وما زلت أحيا على أني حلم

   ها أنا أقف  
 أُقارع وجعي  

كأن في وريدي لهيبًا لا يهدأ
لا يستكين
أهتف للظل
لا أرى… أين أنا؟ أين الطريق؟
من صخري المسلوب
أشعل ألف بريق

  فلتسقط جدران الوهم  
 ولتنهض من رمادي الجبال  
أنا العائد من نار الأسى  

أنا من طوّع الليل أرتدى المحال

لا تلومي ضعفي
إن همست لعينيك
فكل عاشق في حضرة الوجع مفتون

أنا الهارب من ليلك خائفًا  

أُضمد قلبي
وفي الحنين طعنٌ… مسنون

   أراك  
 فيغمرني البكاء بلا سبب  

كأني فقدتك قبل أن ألقاك

تاهت عينيك بين الصوت الحزين  

أفتش عنك في وجوه الأنين

 أعاتب الليل: أما كفى؟  
فيرد: كيف ينجو  

من بعينها… مسجون؟

فلا النوم يعرفني
ولا الصبح يأتيني
ما عدت أرجو من الدروب رجوعًا
ولا في الغد وعد
ولا في الأمس شموع

 وفي صدري  
 صدى الموت بلا نعوش  

لا كنت راجيًا بقاء
ولا ناطقًا عشقًا
ولا كاتمًا وجعًا

فإن كنت غوايتي
فخذيني إلى النهاية
دعيني أُهزم كافيني
فما عدت أُجيد الصراخ

بقلم محمد جابر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى