
العالم يترنح بين العواصف
[أنفاس الكوكب]
كتبت/ شروق علاء محمد.
يبدو أن العالم اليوم يترنح بين عواصف لا تهدأ، حيث تشتعل الجبهات السياسية، وتتداخل المصالح الاقتصادية، بينما تستمر الكوارث الطبيعية في فرض سطوتها. من أوكرانيا التي لا تزال ساحة لصراع شرس، إلى التوترات الأمريكية-الصينية، مرورًا بعواصف تجتاح الأرض، لا يزال المشهد الدولي متأرجحًا على حافة اللايقين.
•أوكرانيا.. هدنة مستحيلة
رغم الدعوات المتكررة للسلام، تؤكد موسكو أن وقف إطلاق النار ليس مطروحًا، بل تحذر من أي محاولة لنشر قوات أوروبية في أوكرانيا، معتبرة ذلك استفزازًا خطيرًا. في المقابل، يشيد الرئيس الأوكراني زيلينسكي بإعادة تسليح أوروبا، مؤكدًا أن السلام لا يمكن تحقيقه إلا عبر القوة. العواصم الغربية تراقب بحذر، بينما لا تزال الحرب تقرع طبولها، وتحول المدن إلى رماد.
•أمريكا والصين.. حرب بصمت
التصعيد بين الولايات المتحدة والصين يتخذ شكلاً جديدًا، لم يعد يقتصر على الاقتصاد، بل امتد إلى نبرة عسكرية مقلقة. واشنطن تفرض تعريفات جمركية جديدة، وبكين ترد بتحذيرات صريحة: “نحن مستعدون لأي نوع من الحروب”. التصعيد لم يعد اقتصاديًا فقط، فالتلويح بالقوة العسكرية أصبح حاضرًا في التصريحات الرسمية، ما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت هذه المواجهة قد تتحول من تهديدات اقتصادية إلى صدام مباشر.
•عالم يعصف به الغضب
لم تقتصر الكوارث على صراع الدول، بل الطبيعة بدورها دخلت في قلب العاصفة. عواصف مدمرة ضربت ولايات أمريكية عدة، حصدت أرواحًا وخلفت دمارًا هائلًا. في ألمانيا، حادث دهس مروع في مدينة مانهايم ترك القلوب تتساءل: هل أصبح العالم مكانًا أكثر خطورة حتى في أبسط تفاصيل الحياة اليومية؟
•نوبل والسلام المثير للجدل
بينما يتصاعد التوتر في كل مكان، يأتي إعلان قائمة ترشيحات جائزة نوبل للسلام ليحمل عنصرًا غير متوقع: اسم دونالد ترامب يتصدر المرشحين. قرار أثار جدلاً عالميًا، فهل يمكن للسلام أن يولد من رماد التوترات السياسية، أم أن الجائزة أصبحت مجرد ورقة في لعبة النفوذ؟
إلى أين نحن ذاهبون؟
كل يوم يحمل معه خبرًا جديدًا، أزمة جديدة، وصراعًا يقترب أكثر من الانفجار. هل يمكن أن تشهد أوكرانيا سلامًا قريبًا أم أن الحرب ستصبح واقعًا طويل الأمد؟ هل ينفجر التصعيد الأمريكي-الصيني، أم تظل الحرب محصورة داخل جدران الاقتصاد؟ وبين الطبيعة الغاضبة والسياسة المتأججة، هل يستطيع العالم أن يلتقط أنفاسه؟
العالم يترنح، ولا أحد يعلم متى ستنتهي هذه العواصف.