حظر العرافين والمنجمين: خطوة نحو إعلام عقلاني
متابعه ..محمد الشريف
في قرار يعكس مسؤولية كبيرة تجاه تعزيز الوعي العام واحترام العقل البشري، أصدر رئيس الهيئة الوطنية للإعلام قرارًا حاسمًا بحظر استضافة العرافين والمنجمين على شاشات التلفزيون المصري. هذا القرار يعد خطوة مهمة نحو إعادة صياغة رسالة الإعلام، وترسيخ ثقافة التفكير العلمي وقواعد المنطق في استشراف المستقبل، بدلاً من الاستناد إلى الخرافات والتنبؤات الوهمية.
تحرير الإعلام من قبضة الخرافة
الإعلام، كوسيلة رئيسية للتأثير في الرأي العام، يتحمل مسؤولية كبيرة في تقديم محتوى يعزز الفهم الحقيقي للعالم ويبتعد عن تشويه الحقائق. استضافة العرافين والمنجمين على الشاشات كان يُعد سابقًا ترويجًا للخرافة على حساب المنطق والعلم، مما يضر بمصداقية الإعلام ويغذي ثقافة الجهل. هذا القرار يضع حدًا لهذه الظاهرة ويعيد للإعلام دوره كمنارة للمعرفة.
التفكير العلمي بديل منطقي
الاعتماد على التفكير العلمي وقواعد المنطق لاستشراف المستقبل هو المنهج الذي ينبغي أن يسود في برامج الإعلام. بدلاً من التنبؤات العشوائية التي لا تستند إلى أي دليل، يمكن للإعلام استضافة الخبراء والعلماء لتقديم رؤى مستندة إلى تحليل البيانات ومعطيات العلوم السياسية والاجتماعية والاقتصادية. هذا النهج يساهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وقدرة على التعامل مع تحديات المستقبل بموضوعية.
حماية العقل من التسفيه
الترويج لخرافات المنجمين والمشعوذين لا يسيء فقط إلى العقل، بل يرسخ أيضًا ثقافة الاتكال على الوهم بدلاً من العمل الجاد والتخطيط المبني على أسس علمية. هذه الممارسات تستهين بقدرات الإنسان وتسلبه حقه في التفكير الحر. حظر هذه الممارسات يعزز من مكانة المعرفة والعقلانية، ويضع حداً لمحاولات التضليل التي تستهدف الجمهور.
رسالة الإعلام الجديدة
بهذا القرار، يعلن الإعلام المصري عن تبني نهج جديد يرتكز على توعية الجمهور وإثراء عقولهم بمحتوى هادف. هذه الخطوة تتطلب دعماً من جميع الأطراف، بما في ذلك المثقفين والأكاديميين، لتقديم محتوى يساهم في بناء مجتمع قوي وواعٍ.
ختامًا
قرار حظر استضافة العرافين والمنجمين على شاشات التلفزيون المصري ليس مجرد قرار تنظيمي، بل هو إعلان عن تحول جذري في رسالة الإعلام المصري. إنه دعوة مفتوحة إلى استشراف المستقبل بعقلانية ومنطق، وترسيخ ثقافة العلم والمعرفة كقاعدة أساسية لمواجهة تحديات العصر.