
بقلم /محمد جابر
إنما الأرضُ تبكي
تستغيثُ تشتكي
فينا خمولًا
فوضى سكون
وخطواتٌ عسيرةٌ،
أيقنتُها… لا محالة
فدومًا هناكَ،
صوتٌ للعدالة
أيُجدي وهمُ الأمنيات؟
تاهت أبجديةُ الغايات
والجواب…
غائبٌ بين صمتِ العبارات
الوعيُ مصباحُ دربٍ،
لا يضيءُ الطريقَ
إلّا بصدقِ الإجابات
السكوتُ… …… خيانةُ
فأينَ دربُ البداية؟
إذا صاح فيك الأنينُ، واستباحك الوجع
لا تستكين
فالأرضُ، تبكي من قسوةِ سكوتِنا
كلُّ صرخةٍ في الفيافي،
تقول .. النجاة
من كلِّ مرتعٍ خادع…
قد ترعرعٍ بين زيف
الأمنيات
كيف ننَسى؟
فقد أحيا الزيفُ…
يومَ تناسينا
معنى الحياة
وهجٌ زائل
فما كلُّ بَرقٍ
يُضيءُ الدُّروبْ،
ولا كلُّ صمتٍ
خُلودٌ مُبينْ.
صاخبةٌ…
تمنحُ الصيتَ خِداعًا،
وميضٌ
يطوي الزمانَ سَناهُ.
وإنّ مقايضةَ الخِلِّ
لا تستوي
بزَيفٍ
يُغرُّ العيونَ ببَهْرَاهُا،
ويخفي الخُواءَ
وراءَ اللِّحاءْ.
وَلّى زمانُ العبيدِ،
وسُخْرَاها،
وما عاد للظلّ مَجدٌ،
ولا للكُرَى مسكنٌ للرجاءْ.
فمَن رامَ مجدًا،
صحا في الدُجى،
وسارَ على الحلمِ
رغمَ العَنَاءْ.
كلُّ مدعٍ يختفي
حين نعلو، ويعلو
كلُّ حرٍّ فيه شمُّ الجباهِ،
فارفع الرأسَ عاليًا..
. لا تُطأطئْ، بل تقدَّمْ
إنما الوعيُ يُزرعُ صدقًا .
بهِ تحيا الأماني
حين نحيا في ضميرِ الغدِ… والآتِ
ليس بالأحلام
تُبنى الأماني .. بل بسعيٍ
وعقولٍ نقيّاتٍ
وأن مللتُ حديثَ قومٍ…
وإن كلوا… لا لوم
إن تكلوا
تدّعون أن الناسَ موتى؟
بل نحنُ
من نمضي بهم نحو الممات
فأصِحّوا في العقولِ
ضياءً، أملًا
وامنحوا الفكرةَ
شمسًا للسماء
أطلقوا الفكرَ، تمردوا…
وشقّوا الجدار
وارتقوا من ظلامِ الفناء
واسألوا التاريخ
كم تعثّرتْ أحلامٌ وهامات؟
كم سقطتْ ثم قامتْ،
في الكبوات؟
وانتصرتْ رغمَ الألم،
وكتبتْ بالمجدِ
آخرَ الكلمات
فامضِ، واصدحْ
وعيُكَ درعٌ
والفكرُ صرخةُ
الرايات
لا تكن صمتًا،
فإن الصمتَ موتٌ
حين يحيا الكذبُ
بالصفات
امنحوا الصوتَ
صدقَ السؤال،
وامحوا الزيفَ،
وارفعوا الرايات
فاستفقْ…
انهضْ…
خاطب وعيكَ
واستقمْ،
وادعمْ طموحًا ثابتًا
نستقي منه غدًا آتيًا،
يبعثُ الفجرَ فينا…
نحيا، حين نحيا دومًا… للحياة.