أنا ليبي
الشاعر / محمد منصور
وللمختار أرضٌ كم تُجيرِ
وكم خسفت عدوَّاً في السعيرِ
أنا ليبي وكلُّ العُرْبِ أهلي
ووصلي بالغنيِّ وبالفقيرِ
بلادي الشاسعاتُ تُنِيرُ قلبي
وكم أرضي على بُعْد المسيرِ
وصار الأهلُ في بلدي رجالاً
ونفخر بالصغيرِ وبالكبيرِ
وقد فقنا الأسودَ بكلِّ أرضٍ
وكم مِنَّا لهُ صوتُ الزئيرِ
وكم عشنا بصدقٍ في دُنانا
وكم للصدق من صوتٍ جهيرِ
وحق في الحياةِ لنا جميعاً
سواء للخفيرِ أو الوزيرِ
هنا عدلٌ ويسري للجميعِ
ويشمل كلُّ مُدْقع أو أميرِ
وتحت العدل يمضي كلُّ شخصٍ
سواءٌ من شريفٍ أو حقيرِ
وكم من شاعرٍ هنا بقومي
مُجارٍ للفرزدقِ أو جريرِ
وكم مِنَّا له باعٌ بعلمٍ
وكم مِنَّا بفكرٍ له غزيرِ
هو وطني وكم أهوى هواهُ
سواءٌ في الشهيقِ أو الزفيرِ
وكم بالجهل قد خسر وخابَ
وكم بالعلم أضحى بالشهيرِ
وتاريخٍ لنا بات طويلاً
نعاصرهُ ومن العصرِ المَطيرِ
وكم غيثٍ لنا أحيا مراعٍ
فكم إبلٍ هُنا وكم بعيرِ
وخبزٍ من زراعتنا هنيئٌ
وها زرعي بقمحٍ أو شعيرِ
وذا شعبي وذو قلبٍ رحيمٍ
وكم مِنَّا وذوخُلُقٍ غريرِ
وكم من مُعتدٍ هجم علينا
فكم مات هنا وكم أسيرِ
وفي الهيجاء كم جُندٍ شجاعٍ
وكم سُقْنا عدوَّاً بالجريرِ
وكم مِنَّا هُنا دعا لسلْمٍ
وكم ِ مِنَّا لسلْمٍ من سفيرِ
وها قدسي ومن أَلمٍ تنادى
فهل من مبصرٍ غيرَ ضريرِ
تفرَّقنا فضاع القدس مِنَّا
ومن قِزمٍ سخيفٍ أو مكيرِ
وكم طيرٍ وقد يعلو سميَّاً
وها وَقْعٌ لهُ مهما يطيرِ
وأيَّامٍ تدولُ بنا وتمضي
وكم زمنٍ عسيرٍ أو يسيرِ
تَغَنُّوا بالحقوق لكلِّ شعبٍ
فأين أهلي من حقِّ المصيرِ
وكم مِنَّا وقد عادى أخاهُ
ومن رُمْضٍ بنارٍ يستجيرِ
وكم ظلمٍ به أهلي وناسي
ومن وطني فكم موتى الضميرِ
لنا قومٌ وظلُّوا في الخلاءِ
وباتوا في الصَّقيعِ أو الهجيرِ
فبعض العرْبِ يمسي دون قوتٍ
وبعض العرْبِ ذو طُعْمٍ وفيرِ
وكم ناموا على ريشِ النَّعامِ
وكم مِنَّا ينامُ على الحصيرِ
وكم مِنَّا بهمٍ لا ينامُ
وكم من كان بالنوم القريرِ
وكم مِنَّا بطيب العيش يحيا
وكم من كان بالعيشِ المريرِ
كتاب الله قد جاء ويهدي ال
ورى بالأرضِ كالبدر المنيرِ
وخيرِ الخَلْق قد نزل عليهِ
ولُقِّبَ بالنذيرِ وبالبشيرِ
فعودوا للكتاب لكي تفوزوا
بنصرٍ من القويِّ والقديرِ
فأعمارٍ لنا كالرِّيح تمضي
وها نحيا بدنيا كالهَمِيرِ
بقلمي الشاعر / محمد منصور