غير مصنف

و قال الشيطان 11

و قال الشيطان 11
للكاتب المهندس/ محمود الحريرى

الجزء الأخير …
كان هرتزل من المكر و الخبث بأن دخل مكه عبر الجبال…..
و إمتلك الأفق…..
و اصبح الشيخ و اتباعه في المرمي….
لم يكتفي ابليس بالمشاهده….
و انما طلب من اتباعه بأن اقاموا له عرشا على الماء ….
في البحر قبالة مكه …..
و باتت الامدادات لهرتزل لا انقطاع لها …..
على الجانب الآخر ….
عانى الشيخ و اتباعه من الخذلان……
فما ناصرهم من احد …..
و بات الوضع عصيبا ….
إلى أن زاغت الابصار و بلغت القلوب الحناجر …..
و نظر الشيخ عبر الأفق و هاله ما رأى من دمار و فقد لأحباب …..
ثم جثى على ركبتيه…..
و رفع يديه عاليا للسماء…. بينما خفض رأسه تواضعا و تذللا الى الله…….
و نادي ربه…..
اللهم لا غالب إلا انت …..
اللهم ان نهلك فقد ضاع الدين…..
اللهم يا من حاز كل شئ ملكوته…..
و قهر كل شئ جبروته…..
بك نستحير و لا يجير سواك…..
اللهم لا نهلك و انت رجاؤنا…..
و بين عبرات تنهمر …

كان هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم …..
على الجانب الآخر…..
تأهب هرتزل للنزول من أعلى الجبل …..
و نادى في اتباعه ….
قائلاً …
الملك لي…. أنا القوة و الجبروت …..
أبطش بمن أشاء و العزة لي ….و لمن أشاء…..
ثم امرهم فسجدوا له …..
، في هذه اللحظه…..
رفع الشيخ رأسه عاليا …..
و كأنما اوحى الله له …..
فأمسك بقطعه من حجر و ألقاها صوب هرتزل…..
و كأنها حجارة من سجيل…. مسومة عند ربك و ما هي من الظالمين ببعيد ….

و كأن الله رمى…..
فقد اصابت عين هرتزل المبصره …..
فكانت من القوه و الألم بأن صرخ صرخه هزت عرش ابليس……
ثم هوى من اعلي الجبل في مكان سحيق…..
بات اتباعه يتساقطون واحدا تلو الآخر…..
فقد كانوا في الضلال البعيد…..
عم التهليل و التكبير الارجاء …..
و هرول الشيخ و ما بقي من اتباعه صوب الكعبه …..
فقد تحول السور حولها كالعهن المنفوش …..
و بات يتساقط…. و انهارت البوابه ….
استقبلهم رجل اشيب ….
و لما سألوه عما يفعل…..
قال أربعون سنه أنتظركم…..
هل هان عليكم بيت الله كل هذه المده…..
طأطأوا رؤوسهم….. و دخلوا الكعبه ….
و كانت كأبهى ما يكون…..
ثم قال الشيخ…..
اللهم زد هذا البيت تعظيماً و تشريفا …..
ثم أمر فرفع الأشيب الآذان…..
و كأنما توقف الزمن….
و ما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا و صمت ليستمع …..
و باتت الأفئده تكاد تنخلع من اماكنها من عذوبة صوته…..
لقد كان أول اذان منذ اربعين سنه…..
و تقدم الشيخ إماما للصلاه…..
و أشرقت الأرض بنور ربها .

من أعلي قمة الجبل وقف ابليس حزينا …..
بينما كان يرافقه مساعد هرتزل ….
كان لا يقل خبثا و فسادا عن هرتزل……
وعده ابليس بأن يأخذه معه عبر البوابه الي العالم الآخر…..
حيث سيؤتيه ملكا عظيما…..
شرط ان يقتل الشيخ…..
وافق و أبرم الإتفاق مع الشيطان ….
و في فجر هذا اليوم و بينما الشيخ يؤم الناس للصلاه…..
أمسك تابع ابليس القوس و السهم المسموم …..
ثم اطلقه فإستقر في قلب الشيخ….. تحامل الشيخ على نفسه قبل ان يسقط على الأرض …. و استدار
قابضا على يد احد اتباعه ليكمل الصلاه…..
و بعد تمامها…. إلتفوا حول الشيخ لإسعافه….. ثم قال احدهم ان الشيخ يموت… و سالت دموع كل من حوله ….
فأشار اليهم الشيخ و كأنما حان موعد الرحيل….. ثم قال لا تثريب عليكم …..
فما خلقنا الله الا لنموت….
لكن العبره بأن تترك أثرا و تفعل فعلاً و عملا يرضي الله….
اوصيكم بالرحمه بأنفسكم الرحمه بالمستضعفين و إدعوا الله لهم ….
اللهم إرحم ضعفهم و قلة حيلتهم …. اللهم إشف مرضاهم و إرحم موتاهم ….
اللهم أطعمهم و إسقهم … اللهم …..
و اذا بريح طيبه كأطيب ما يكون …. كأنها المسك تهب على الكعبه…..
و كأنما أتت لتحمل روح الشيخ الى موعد مع الله .

هناك على قمة الجبل….
قبل ابليس جبين مساعد هرتزل ….. و القى عليه عباءته ….
ثم عبروا البوابه ….
فكانت صدمة مساعد ابليس… لقد تركه ابليس وسط ال….،
انتهي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى