منسا موسي إمبراطور الذهب الذى ظلم إفريقيا دون قصد
كتب. كرم المصري
عند النظر إلى شخصية منسا موسيٰ كظاهرة إفريقية أعطت قبلة حياة منعشة للأسواق وليست الأسواق المصرية فقط بل والأفريقية والعربية والشرقية والغربية أيضا بلا ادنى شك
دفعة من اطنان الهدايا لكبار رجال الدول والصدقات الذهبية لفقراء البلاد صدقة لوجه الله، كانت كفيلة بهبوط أسعار الذهب آنذاك.
على الرغم من انه لم تكن هناك أزمة إقتصادية عند بلاد الشمال الإفريقي أو بلاد الشرق الاوسط، إلا أنها كتبت فى سجلات التاريخ لدرجة شبهت عند البعض بالاسطورة… ولكن تدوينها وتناقلها أدى إلى خطوة تسببت فى انهيار الشرق الأوسط اقتصاديا وخصوصا مصر.
لأن الغرب حينها التقط المعلومة وسعى للسيطرة على منابع الذهب الافريقي فى بلاد غرب إفريقيا وفى غضون ١٠٠ سنة من تاريخ تلك الرحلة كانت عملات الغرب الذهب “الإفرنتية”
أعلى قيمة من نظيراتها فى بلاد الشرق الأوسط
وأيضا أسهمت الدعاية عن جودة نقاء الخام الذهبى المستعمل فى عملات الغرب وخاصة الدوكية البندقية ، لقد ذهبت بعض الأمم الشمال إفريقية الغبية إلى ترويج إشاعات بمدى بركة الذهب البندقى وانه يجلب الحظ ويزوج العانس ويجلب حظ الحمل عند العاقر.
لا أعتقد بأن هناك اى سوء نية لدى شخصية منسا موسي إمبراطور الذهب فى القرن الرابع عشر، ولكنى موقن بأن عنجهية سلاطين البلاد وتجاهلهم هذا المصدر وعدم المساهمة فى تنمية بلاد أفريقيا وتبادل المنفعة معهم أدى إلى نسيانها وتحولت إلى أسطورة.. ليأتى من يصدقها ويؤمن بمدى حقيقتها بل ويتمادى وينادى بأحقيته فى ملكيتها فهو من اكتشفها.
وبالطبع نبرة الاكتشاف الغير عقلانية هى نظرية غير منطقية بالأساس.. كيف تكتشف شيئا اكتشفه بشر مثلك وسبقوك إلي استعماله بقرون طويلة .. ولكنه النسيان.
ولعل سلاح النسيان أيضا هو ما تسبب فى إنكار الغرب بأن منسا بكر شقيق منسا موسي هو مكتشف أمريكا الحقيقي وانه سفن الأفارقة صالت وجالت فى كوكب الأرض قبلهم بقرون
ولعل النسيان هو ما تسبب فى روح الاستعلاء الشمال إفريقي التى استغلها الغرب ومازال يروج لها إلى الآن.
انا لا اتهم احد ولكنى استعرض فكرة نسيها أهل مصر فى مضى فاستغلها اعداؤهم فحققوا لأنفسهم انتصارات وأمنوا جانب العدائية من بلادنا… لأننا مع الأسف أصبحنا أعداء انفسنا… إنه مجرد درس تاريخ … شئنا أو أبينا هو درس