
كتب / محمد جابر
في لحظة اختلط فيها النبض بالوطن والكلمة بالحلم احتضن قصر ثقافة الشاطبي بالإسكندرية احتفالية وطنية تحت عنوان حب مصر فكان المكان أشبه بقلب نابض بالعشق يفيض بحبه على الحاضرين كما توزع الشمس دفأها على الأفق
الاحتفالية من أعداد وتقديم الشاعرة أمل أيوب التي يعرفها الوسط الثقافي بلقب شاعرة نبض الشارع
سارت فقرات الاحتفالية
استهلالا بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية
لتبدء فقرات الحفل في انسجام مهيب وكأن القصائد تمشي على سجاد من المشاعر تصافح الأرواح قبل أن تصل الآذان
ما إن أعلنت الشاعرة انطلاق الاحتفالية حتى شعرت الجدران نفسها بأنها تنصت وتتمايل طربا فاللغة كانت لحنا والكلمات كانت أجنحة رفرفت فوق القاعة تحمل رسائل حب صافية للوطن
اكتملت صورة المشهد بوجود نخبة من الفنانين والأدباء والشعراء من الإسكندرية وخارجها جاؤوا وكأنهم نجوم حضرت لتضيء سماء الوطن من قلب قصر الشاطبي. كما حضر لفيف من الصحفيين والإعلاميين ممن التقطوا لحظات الفرح الوطني بعدسات لا توثق الصورة فقط بل تنقل الأحاسيس المخبأة في عيون الحاضرين.
وكان للهيئات الرسمية حضور وازن حيث شارك قيادات من الجيش والشرطة ورموز من المجتمع المدني تأكيدا على أن حب الوطن ليس شعارا يعلق على الجدران بل نسيج تتشارك فيه كل الأيادي مهما اختلفت مواقعها أو مهامها
أشرف على الاحتفالية الفنان محمد شحاتة مدير قصر الثقافة
جاءت الاحتفالية كأنها مرآة عكست كيف أن مصر لا تحب فقط بل تعشق فهي ليست مجرد بقعة جغرافية بل أم تتسلل إلى تفاصيلنا اليومية وتسكن في صمتنا قبل كلامنا كانت القصائد والأغاني كأنها قبلات تطبع على جبين الأرض والعيون تلمع كلما ذكر اسمها
لم تكن مجرد عبارة أفتتاحية حبها فرض وعبادة بل سينفونيه وجدانيه لتختصر العلاقة العاطفية التي تربط المصريين بأرضهم. لقد أثبتت هذه الاحتفالية أن الوطن حين يسكن القلوب يتحول الشعر إلى صلاة والفن الي طقس من طقوس العباده أنها مصر يا ساده.في قصر الشاطبي لم نر احتفالا فقط بل شهدنا لحظة امتزج فيها التاريخ بالقصيدة والوجدان بالأمل في زمن نحن أحوج ما نكون فيه إلى تذكير أنفسنا بأن حب مصر لا يعلم بل يورث.