المرأة ومكانتها في الإسلام (الجزء الثاني)
بقلم/نورهان التمادي
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ،اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،
بعد أن تناولنا في الجزء الأول بعض جوانب مكانة المرأة في الإسلام، نستكمل الحديث عن الأبعاد المختلفة لهذه المكانة وكيف عكس الإسلام احترامه وتقديره للمرأة.
التعليم
من أبرز حقوق المرأة في الإسلام حقها في التعليم. فقد حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم على طلب العلم، ولم يفرق بين الرجل والمرأة في هذا الحق. فكان للنساء دور كبير في التعلم وتعليم الآخرين، كما يظهر من سير الصحابيات، مثل عائشة رضي الله عنها، التي كانت من أمهات المؤمنين ومصدرًا للعلم.
العمل والمشاركة
الإسلام منح المرأة الحق في العمل والمشاركة في المجتمع. لم يكن يُعتبر عمل المرأة عيبًا، بل كان يُشجع على أن تشارك في مختلف مجالات الحياة، سواء في التجارة، أو الطب، أو أي مهنة أخرى. وقد كانت النساء في عصر النبي صلى الله عليه وسلم يساهمن في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية.
الحقوق الأسرية
من الجوانب المهمة التي تبرز مكانة المرأة في الإسلام هو حقوقها الأسرية. فقد منحها الإسلام حقوقًا في الزواج والطلاق والميراث. فمثلاً، يتوجب على الزوج توفير النفقة والرعاية، ولها الحق في اختيار شريك حياتها. كما نص الإسلام على حقوق المرأة في الميراث، حيث لم تكن هذه الحقوق موجودة في العديد من الثقافات السابقة.
دورها كأم
تعتبر الأم مكانة عظيمة في الإسلام. فقد جاء في الحديث الشريف “الجنة تحت أقدام الأمهات”، مما يدل على أهمية دورها في المجتمع وتربية الأجيال. يشجع الإسلام على احترام وتقدير الأم، ويعطيها مكانة خاصة في الأسرة والمجتمع.
المشاركة السياسية
تاريخيًا، كانت هناك نساء ساهمن في الحياة السياسية والاجتماعية. فحتى في عصر النبوة، كانت النساء يشتركن في الشورى وتقديم المشورة. وفي العصور اللاحقة، كان للنساء دور في العديد من الحركات الاجتماعية والسياسية.
الخاتمة
إن مكانة المرأة في الإسلام تبرز كصورة متكاملة تحترم حقوقها وتعزز من دورها في المجتمع. فالإسلام لم ينظر إليها ككائن ضعيف، بل ككائن مكرم له حقوق وواجبات. لا يزال من الضروري العمل على تحقيق هذه الحقوق وتفعيلها في مختلف المجتمعات الإسلامية لضمان مساواة حقيقية واحترام لمكانة المرأة.
دمتم في أمان الله.
