الملكه < تي >
بقلم. كرم المصري
تعد الملكة تى واحدة من أعظم ملكات مصر الفرعونية، وقد لعبت دورًا بارزًا وفعالاً فى قصه حياة اثنين من ملوك مصر الفرعونية.
كانت الملكة تى لا تمت بصلة للعائلة الملكية فأبوها يويا كاهن الإله مين، رب الخصوبة، وأمها تويا، رئيسة حريم الإله مين بأخميم، وتزوجت الملكة تى فى سن مبكرة من الملك أمنحتب الثالث، أقوى ملوك الدولة الحديثة، الذى اشتهر عهده بعصر الدبلوماسية السياسية، وأنجبت تى من أمنحتب الثالث أمنحتب الرابع الملقب بإخناتون الذى حول الديانة الرسمية للدولة لتصبح عبادة آتون على عكس فراعنة مصر القدماء الذين كانوا ينتمون إلى آمون.
كانت الملكة تى شخصية بارزة فى الحياة الملكية التى عاشتها، ومن أبرز أدوارها عندما قدمت نفرتيتى للملك أخناتون خلال إحدى الحفلات التى تنظمها فى القصر ليختارها شريكة حياته.
كما كانت الملكة تى من أعظم ملكات مصر الفرعونية وساندت زوجها وابنها فى أمور المملكة اقتصاديًا وسياسيًا وكانت نائبة عن الملك فى الاحتفالات، لدرجة أنه كان يكتب اسمها فى المرسلات الدولية، كما كان لها الدور فى تنصيب ابنها إخناتون على عرش مصر الذى اختار عاصمة جديدة هى تل العمارنة بالمنيا حاليًا.
ويوجد للملكة تى أكبر تمثال فى المتحف المصرى بالتحرير، والذى يؤكد دور الملكى تى وعظمة مكانتها عند الملك، والتمثال للملكة وهى تجلس مع زوجها الملك أمنحتب الثالث، كما يوجد للملكة تمثال من أروع القطع المصرية من خشب الأبنوس فى متحف برلين، والذى يبرز ملامحها بدقة عالية كما تم العثور على العديد من الأثاث الجنائزى.
ويعتقد أن الملكة تى قد دفنت فى مقبرة إخناتون الملكية فى تل العمارنة مع ابنها وحفيدتها، معكت آتون، حيث تم التعرف على شظية من المقبرة منذ وقت ليس ببعيد على أنها من تابوتها، وتم العثور على موميائها بجوار اثنين من المومياوات الأخرى فى غرفة جانبية من مقبرة الملك أمنحتب الثانى KV35 بواسطة فيكتور لوريه فى عام 1898، كما عثر داخل مقبرة الملك توت عنخ على خصلة من شعر جدته الملكة تى فى تابوت صغير وينص صراحة على أنه للملكة تى وماتت فى عهد الملك الفرعونى الصغير.