جريدة الجمهورية 24 واليوم الخامس تكشف إستخدام المصريين القدماء للنباتات الطبيه في وصفاتهم
كتبت : ملك ياسر
النباتات الطبية هي مجموعة مختلفة من النباتات تحتوى فى تركيبها على مادة كيميائية واحدة أو أكثر ولها القدرة على معالجة مرض معين أو تقليل عرض من أعراض الإصابة بهذا المرض إذا أعطيتها للمريض فى هيئة عشب نباتي طازج ولقد عُرفت هذه النباتات منذ عصر ما قبل التاريخ واكتشف الإنسان البدائي أهميتها فى علاج الأمراض واستخدامها كمسكنات طبيعية للألم ، وأيضاً مارس المصريون القدماء العلاج بالأعشاب وسجلوا العديد من وصفاتهم فى البرديات الطبية التي وصلت إلينا .
النباتات الطبية فى مصر القديمة :-
وُجدت هذه النباتات وانتشرت على ضفاف وادى النيل وفى الصحارى وحدائق المعابد وبعضها تم جلبه من بلاد مجاورة لأنهم عرفوا أهمية هذه النباتات وكيفية استخدامها كعلاج ، إلى جانب ذلك استخدم الأطباء المصريون بعض النباتات فى تحنيط الموتى مثل ” الكتان والحناء ونبيذ البلح ونشارة الخشب و زيت خشب الأرز و المر والصمغ واللبان واستخدموا ملح النطرون لحفظ الجثث من التلف .
البرديات الطبية التى ذكرت فيها النباتات الطبية :-
ذكر المصريون القدماء فى العديد من البرديات الطبية الكثير من الوصفات العلاجية التى تعتمد على الأعشاب والنباتات مثل ؛ “بردية ايبرس” والتى ذكرت حوالى ثمانية سبعة وسبعون وصفة طبية وكل وصفة تحتوى على عدة عقاقير وطريقة استعمال كل عقار ، وكل مرض وكيفية تشخيصه وعلاجه وذكرت استخدام نباتات مثل البصل والخشخاش و الخروع والصبار والكراوية والشمر .
بردية برلين و بردية هيرست :-
ذكرت استخدام بعض النباتات فى علاج الكثير من الأمراض التي كانت متفشية في ذلك العهد كالأمراض الباطنية والجلدية والعصبية وأمراض النسا والعيون والقلب والأورام الدهنية والفتق و التمدد الشريانى والجروح وسقوط الشعر .
وصل العلاج بالنباتات الطبية أعلى أزدهار له فى العصر اليونانى الرومانى وأقاموا أماكن مخصصة للعلاج بها التدليك باستخدام الدهون والحمامات والعقاقير .
أنواع النبات الطبية التى ذكرت فى نقوش المعابد :-
وصلت إلينا بعض هذه النباتات من خلال رسومات المقابر والمعابد أو ما وجد فى المقابر بجانب المومياوات و انتشر استخدامها فى العصر اليونانى الرومانى ومنها : السنط و الأثل و الصفصاف والبرسا والحور والهليج والأبنوس والمخيط و البلح والدوم والتين والجميز والرمان والعنب والنبق والزيتون والصنوبر والعرعر والبندق واللوز والخس والكرات والشعير والكتان و الكرتم و الخروع و والخشاش والخردل الأبيض والزعفران والخروب و الكركم وحبة البركة وكف مريم وجوزة الطيب والنيلة والقرنفل وحب العزيز و العرقسوس و الصبار والفلفل الأسود والبابونج والقرفة والكزبرة والكراوية والشمر والكمون .
استخدامات النباتات الطبية في التداوي والعلاج:-
هناك العديد من النباتات التى انتشر استخدامها في العلاجات وسوف نعرض البعض منها
والغرض الذى استخدم فيه
السنط و عرفه المصريون باسم “الشند” واستخدموها لعلاج حالات الإسهال كما استخدموا ثماره مغليه لعلاج الكحه والنزلات الصدرية فى حالات الحمى الشديدة .
ـ الصمغ عرفه المصريون باسم “قامى” واستخراجه من شجر السنط ويستخدم كملطف الصدر فى حالات البرد وايضاً استخدموه فى التحنيط وصناعة العطور كمادة مثبتة .
ـ الصفصاف وعُرف باسم “تارت” واستخدام قشرة ضد الملاريا والحميات كمادة مطهرة وايضاً كمسكن موضعى وأكتشف حديثاً علاج من أوراقه تقلل نسبة السكر فى الدم ويساعد على تكرير البول وعلاج آلام الكلى.
البرساء وعرفت باسم “شوب” فى مصر القديمة واستخدموها كمسكن لعلاج آلام الأسنان .
ـ البلح وسمى” بونو” فى النصوص القديمة واستخرجوا منه ” عرق البلح أو النبيذ ” الذى يستخدم فى صناعة الملينات وإدرار البول وأمراض المثانة والمعدة ويذكر أن المصريون ذكروا للنخيل وثماره ثلاثمائة وستون فائده .
ـ التين وعُرف باسم “تون” واُستخدمت ثماره فى علاج الكبد والبلهارسيا وتُصنع منه لزقة الصدر لعلاج الرئه والتهابات الفم ونزلات البرد وقاموا بغلى ثماره لعلاج حصوات الكلى ، و المادة البنيو فى شجر التين اُستخدمت لعلاج الديدان في المعدة وايضاً صنعوا منه شراب مُلطف فى عصر الرعامسة.
ـ الجميز أو” نوهى” كما ذكره المصريون وأُستخدم فى علاج الكبد وهو منبه للمعدة ومطهر للنزلات المعوية وطارد للغازات وعلاج للجرب أيضاً .
- وهناك المئات من أنواع النباتات الطبية التى خلقها الله سبحانه وتعالى ليستعين بها البشر على علاج الأمراض والتداوى والتى لا يسعِ لها مئات المقالات ولكن فى النهاية كان الهدف هو إلقاء الضوء على تطور العلم الذي وهبه الله للمصريين القدماء لاكتشاف كل تلك النباتات واستخدامها وعمل العلاجات وتسجيل هذه الوصفات فى ” بيوت الحياة ” بالمعابد الخاصة بهم كل ذلك هو دليل واضح على تقدم وتطور حضارتنا التى لا مثيل ولا شبيه لها على مر العصور ولنا الفخر.