11 سبتمبر عيد رأس السنة لدي الفراعنة
كتبت : ملك ياسر
11 سبتمبر هو عيد رأس السنة لدي الفراعنة المعروف باسم “وبت رنبت” كان أحد أهم الأعياد في مصر القديمة، ويعود الإحتفال به إلي آلاف السنين، حيث ارتبط هذا العيد بتجدد الحياة والخصوبة وبداية السنة الزراعية التي كانت تعتمد على فيضان النيل.
ويعتبر التقويم المصري القديم أحد أقدم النظم الزمنية في العالم، ويعتبر أساساً لتطوير الكثير من التقويمات الأخرى، فعلى مدى آلاف السنين ظل محافظاً على دقته واستمرارية.
موعد أحتفال المصريين القدماء بهذا العيد :ـ
كان المصريون القدماء يحتفلون برأس السنة المصرية مع بداية الفيضان السنوي للنيل، والذي كان يحدث تقريباً في منتصف شهر يوليو وفقًا للتقويم الميلادي الحديث.فيضان النيل يعتبر هو الحدث الأساسي الذي مكن للمصريين القدماء زراعة أراضيهم، ولذلك كان يعتبر بداية الحياة الجديدة وموسم الزراعة.
ويوافق الآن الأول من شهر توت الحادي عشر من شهر سبتمبر بالتقويم الميلادي.
تقسيم السنة المصرية عند القدماء المصريين :-
كان التقويم المصري القديم يتكون من ١٢ شهراً، وكل شهر ٣٠ يومًا. وقد كانت السنة الكاملة مكونة من ٣٦٠ يومًا، ولكن المصريين أضافوا 5 أيام إضافية في نهاية العام، تعرف بإسم “الأيام النسيء”، لتصل السنة إلى 365 يومًا.
وقسموا السنة المصرية إلى ثلاثة فصول، كل فصل مكون من( أربعة أشهر).
١-فصل”آخت” [الفيضان] : يعتبر بداية السنة الزراعية.
٢-فصل “برت” [البذر]: يمثل موسم
٣ـ فصل الزراعة
٤-فصل “شمو” [الحصاد] : ” هو الفصل الذي تجمع فيه المحاصيل الزراعية.
الأهمية الدينية لرأس السنة عند قدماء المصريين:-
كانت احتفالات رأس السنة المصرية القديمة مليئة بالطقوس الدينية حيث كان الكهنة يقومون بطقوس خاصة في المعابد كما كان المصريون يحتفلون في منازلهم وفي الشوارع ويقومون بتقديم الأطعمة.
وارتبط رأس السنة المصرية القديمة بنثرو عديدة، من أبرزها أوزوريس، الذي كان يرمز إلى تجدد الحياة، وإيزيس التي كانت تعتبر حامية الزراعة والأمومة.
الأهمية الاجتماعية لرأس السنة المصرية:-
كان رأس السنة المصرية يمثل حدثًا إجتماعيا.حيث كان يشهد بداية الموسم الزراعي،حيث الفلاحون يبدؤون بزراعة الحقول بعد انحسار مياه الفيضان. كما كانت العائلات تجتمع لتبادل الهدايا والتمنيات الطيبة للعام الجديد، فكان رأس السنة المصرية مناسبة تجمع بين الدين والزراعة والحياة الاجتماعية، ليعكس أهمية النيل والحياة الزراعية في مصر القديمة.
ترك التقويم المصري القديم أثرًا كبيرًا على التقويمات الأخرى التي جاءت بعده، بما في ذلك التقويم اليولياني والتقويم القبطي المستخدم في الكنيسة المصرية الأرثوذكسية حتى اليوم، وهو يمثل نموذج رائع لتطور الفكر الإنساني ويعكس أهمية التفاعل بين الإنسان والطبيعة في الحضارة المصرية القديمة.
وحملت رأس السنة المصرية القديمة في طياتها الكثير من الدلالات الثقافية والدينية التي تعكس مدى تعقيد وعمق الحضارة المصرية القديمة.