الجيش المصري العظيم ..
بقلم / كرم المصري
إن العقيدة الراسخة لجيشنا العظيم جيش الدولة المصرية تقوم على الولاء والانتماء لتراب الوطن، ومصلحة الدولة العليا؛ إذ يأخذ على عاتقه العديد من المهام والمسئوليات، ويأتي في مقدمتها حماية الدستور والأرض ودحر التنظيمات الإرهابية التي تستهدف النيل من مقدرات الوطن البشرية والمادية، ومن ثم فهو سيف ودرع الدولة الذي يصونها من كل مغرضٍ ومعتدٍ.
ولقد عاهد رجال الجيش المصري العظيم الله تعالى وأقسموا بجلاله بأن يدافعوا عن الوطن من كل عوزٍ وجورٍ وعدوانٍ، وأن يطيعوا قادتهم الذي يصنعون ويتخذون القرار الحكيم والحاسم، وأن يبذلوا الدماء في سبيل ذلك دون ترددٍ أو تهاونٍ، ومن ثم امتلك منتسبيه العزة والكرامة والجرأة والشجاعة في الحق، وهذا ما يتسق مع قيم المجتمع المصري صاحب النهضة والحضارة والمجد.
ويشهد العالم بأسره على أن جيش مصر العظيم لم يكن قط معتديًا، أو مشاركًا في أطماعٍ، أو لديه مآربٌ في مقدرات دولٍ بعينها، وإنما هو جيشٌ حرٌ يدافع عن وطنه بعقيدةٍ لا يشوبها شائبةٌ؛ لذا أضحى لهذا الجيش شأنٌ عظيمٌ على المستوى الداخلي والخارجي، وصار العدو يهابه ويعد له العدة؛ فهو مثل الأسد الذي يزأر بثباتٍ وقوةٍ وشجاعةٍ، ومن ثم أصبح صمامَ أمان المنطقة بأسرها.
وللجيش المصري العظيم صَولاتٌ وجولاتٌ عديدةٌ؛ فلم يعرف انكسار، ولم يستسلم لهزيمةٍ، ولم يرضى بهوانٍ أو ذلٍ أو خنوعٍ؛ فقد خاض حرب أكتوبر المجيدة والفريدة برغم التحديات التي واجهته، وقام بتحطيم أسطورة العدو التي أدعى حينها أنه الجيش الذي لا يقهر وأن صمام أمانه لا يستطيع أن يزيله أي أحدٍ كائناً من كان.
ولا ريب من أن دروس حرب أكتوبر المجيدة (1973)، ونحن في الذكري الخمسين لها لا تنتهي؛ فهي باقيةٌ ونستلهم منها الإصرار، والتصميم، والإرادة، والسعي نحو تحقيق الهدف المنشود مهما بُذل من تضحياتٍ تمثلت في دماءٍ ذكيةٍ وأنفسٍ طاهرةٍ، شهداء عند الله، ومقدراتٍ ماديةٍ فقدها يُحد من احتياجات الشعب الأساسية؛ فبرغم تواضع الامكانيات لهذه الحرب الخالدة الذكر؛ إلا أن الإصرار وعزيمة الجنود المصريين والتعاون مع دول المنطقة ساهمت في تحقيق النصر المبين.
والتاريخ أثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الجيش المصري العظيم ينحاز دومًا للشعب وينفذ إرادته وفق ما جاء بالدستور؛ فقد واجه بقوةٍ جماعات الظلام التي سعت بإصرارٍ إلى نشر الفتن وبث الشائعات والأكاذيب بغية تزييف وعي المواطن المصري، وقاومت بالسلاح أجهزة الأمن ومؤسسات الدولة؛ لتنشر الفوضى وتقلل من هيبة الدولة؛ لكن الجيش العظيم سجل ملحمةً في حربه مع إرهاب الجماعات الأسود؛ ليعم النور وتضاء الرؤية لمستقبل يحمل الخير لأهل مصر.
ولا نملك إلا تحية الإجلال والتقدير والعرفان لشهداء الوطن من أبناء المؤسسة العسكرية العظيمة وأبناء المؤسسة الشرطية، الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل نصرة الوطن ورفع راية الحق وتحقيق الأمن والأمان؛ فما حدث في شبه جزيرة سيناء كان خير شاهدٍ على قوة وثبات الجيش المصري وإصراره في القضاء على الإرهاب الأسود الذي جاءت به جماعات الغدر والخيانة.
وتتفرد المؤسسة العسكرية المصرية بالمقدرة على التخطيط والتنفيذ الابتكاري في إجراءاته؛ حيث يمتلك منتسبيه وقياداته الكفاءة المقرونة بمهارات التفكير العليا والتي نطلق عليها مسمى العبقرية عند إجراء عملياته العسكرية في ميادين القتال والمواجهة؛ نتيجةً لتدريبٍ مكثفٍ أورث خبرةً مربيةً، ساعدت في صناعة واتخاذ القرارات السريعة التي تحقق النجاح وتكسب الثقة في النفس والآخرين.
وتمتاز قيادة القوات المسلحة المصرية بالقوة والصرامة التي تصنع رجالًا يتحملون المسئولية والمهام المستحيلة، كما أن آليات التنسيق والتعاون بين أفرع القوات المسلحة المصرية على قدرٍ عالٍ من التواصل والتكامل في تنفيذ ما تسعى القيادة العامة لتحقيقه.
وللقيادة السياسية دورٌ واضحٌ في رفع كفاءة تجهيزات القوات المسلحة من أسلحةٍ متطورةٍ وتوظيفٍ للتقنية وتدريباتٍ مشتركةٍ ترفع من كفاءات المقاتلين وتَزيدهم خبرةً، ومن ثم أصبح الجيش على جاهزيةٍ تامةٍ لحماية الدولة، بل والمنطقة بأسرها بكل شجاعةٍ وبسالةٍ واقتدارٍ.
وبرغم الصلابة العسكرية التي يعرف بها الجيش المصري العظيم؛ إلا أن إنسانيته تظهر في إغاثة الملهوف؛ فقد شاركت المؤسسة العسكرية في تخفيف حدة الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها الدولة المنطقة ودول الجوار، وقدم الدعم اللوجستي اللازم في أوقات الأزمات، وساعد في إعادة الإعمار، وتلك رسائلٌ ساميةٌ لا يقوم بها إلا أصحاب العقيدة النقية المعطاءة.
إنه الجيش العظيم الذي يلبي النداء في السلم والحرب من قبل قيادته الوطنية؛ حيث شارك في بناء ونهضة الدولة وتحمل المسئولية برغم ما لديه من مهامٍ جسامٍ، وللحق يصعب في هذا المقام ذكر الملاحم الوطنية التي شارك فيها جيشنا العظيم، وفي مقدمتها حالة الاستقرار المجتمعي والسياسي التي تعيشها البلاد في ظل تحدياتٍ عالميةٍ متواليةٍ.
حفظ الله جيشنا العظيم وقيادته الحكيمة المخلصة، ووفق قيادتنا السياسية ومؤسسات دولتنا وشعبنا لاستكمال مسيرة البناء والنهضة والتعاون.