غير مصنف

بحيرة النار “إعتقاد المصري القديم بالجنة والنار”

بحيرة النار “إعتقاد المصري القديم بالجنة والنار”

كتبت : ملك ياسر

إعتقاد المصري القديم بالجنة والنار .. المصري القديم آمن بأنه بعد الحياة هناك موت ووجود ثواب وعقاب في الحياة الآخرة وبعد هذا الموت هناك حياة أبدية خالدة فآمن بالبعث والخلود

“بحيرة النار وتصويرها عند المصري القديم “

  • اولاً اعتقاد المصري القديم في الجنة:-

أطلق المصري القديم على الجنة حدائق الاياردو وهي في نظرهم كانت عبارة عن أنهار ماء تجرى باللون الأزرق وبينها حقول (أوزير) وزرع وبها عيون ماء مختلفة الألوان ويقوم المتوفى بالإبحار بحرية في هذه الأنهار بمركب صغير يحمله وحده.

وفي بعض المناظر تكون زوجته خلفه فى حقول (أوزير) وهنا تشابه ما بين حدائق( الايارو).

وكما صور المصري القديم فى حدائق (الايارو) يمثل المتوفي وهو جالس أمام مائدة القرابين يأكل ويشرب من الطعام والفواكه والمشروبات وصور منها (الخبز– البيرة- البصل– اللحم– الخس– البط– الإوز) ومن الفواكه (الرُمان ـ العنب ـ التين).

  • ثانياً اعتقاد المصري القديم في النار :-

وكما اعتقد المصرى القديم فى الجنة للأبرار، فقد أعتقد أيضًا فى النار أو الجحيم للأشرار، ولقد أطلق عليها اسم (سج) ومعناها فى اللغة المصرية القديمة (النار)، وقد تخيلها المصرى القديم كما وردت على أوراق البردى بكتاب الموتى التعويذة، ونجد أن كلمة (سج) باللغة المصرية القديمة، قريبة الشبه بمرادفها باللغة العربية (سجيل) أحد أسماء جهنم.

وكانت سج عبارة عن بحيرة باللون الأحمر يلقى فيها الأشرار فتحرق أجسادهم، وسر تمثيلها بالبحيرة حتى لا يستطيع الآثم الخروج منها بسهولة. وتحاط هذه البحيرة بسور أسود سميك، ليس له مدخل أو مخرج مغلق تمامًا، فالداخل إليها مفقود وليس له سبيل للخروج منها، ويحيط بها من الخارج عشرة ثعابين من ثعابين الكوبرا القاتلة، والغرض منها الآثم الذي يحاول النجاة من بحيرة النار. وفى الأربعة أركان لهذه البحيرة نجد ثمان أو أربعة قرود من قرود البابون قابعة على الكرسى لحراسة هذه البحيرة أو الجحيم لمنع الآثمين من الفرار ونجد فى بعض المناظر قرد واحد لكل ركن أو قردان وفى النهاية على الأربع جوانب من النار نجد علامة (سج) ومعناها النار، وفى منتصف البحيرة نجد جثث الآثمين محروقة، وقد أصبح لونها أسود.

  • ونرى إحدى مشاهد بحيرات النار في :-
  • بردية (آنى) التى تمر بها الروح المرتحلة فى الدوات (العالم السفلي / العالم النجمى) وتبدو فيها البحيرة و قد امتلأت بمياه مشتعلة ومتوهجة، وقد عبر الفنان عن اشتعال الماء ليس فقط عن طريق تصويره باللون الأحمر , وانما أيضا أكد على معنى الاشتعال او اللهيب عن طريق اضافة الرمز الهيروغليفي الخاص بالنار و هو هذا الشكل الذى يحيط بحدود البحيرة الأربعة . • ومن كتاب (الخروج إلى النهار) ان من يحاول أن يعبر بحيرة النار وهو غير طاهر فإنه سيسقط فيها و سيمزق جسده طعنات الخناجر التى بداخلها، فقد كانت بحيرة النار تشكل خطرا كبيرا على الأرواح الغير طاهرة، فبمجرد مرورهم بها سيشعرون بآلام تشبه إلى حد كبير آلام التعرض للطعنات

و فكرة نار الجحيم إن هي إلا رمز للنور الإلهي و تأثيره على الروح الغير طاهرة التى كانت وما زالت تفضل الظلمة على النور، أما الروح الطاهرة فإنها لا تشعر بأى آلام عند مرورها ببحيرة النار، وإنما تمر بسلام و تقوم النار بتحويل تلك الروح الى كائن أرقى عن طريق تطهيرها مما علق بها من عالم الأرض.

وجاء في الفصل 126 من كتاب “الخروج إلى النهار” وهو أحد نصوص “متون الأهرام” :-

يا حراس بحيرة النور (القرود)

يا من تحيون فى الماعت (النظام الكونى)

يا من تكرهون الخداع

اغسلونى مما علق بى من الزيف و الخداع

اشفوا الجراح التى أصابتنى من عالم الأرض

طهرونى من كل ما علق بى من الدنس.

  • وقد ورد العديد من تصوير الجحيم أو النار فى كثير من البرديات ومناظر المقابر، وإن اختلفت التفاصيل إلا أن المضمون والأصل فيها واحد، ألا وهو تصوير حرق الآثمين في بحيرة النار، مقيدة أذرعهم وفى بعض المناظر فى وضع مقلوب.
  • تشابه المعتقدات :-

وهنا وقفة مع المصرى القديم، فنحن نجد أن هناك تشابهًا كبيرًا بين معتقدات المصرى القديم وما ورد في الرسالات السماوية عن البعث والحياة والجنة والنار، رغم أن المسيحية والإسلام بدأت حوالى بعد 332 عامًا و 940 عامًا بعد انتهاء الحضارة المصرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى