بقلم- همس حسن
الفراق صعب جداً وذلك لأنه من الصعب أن تفارق روحاً كانت جزءاً منك، دون أن تحزن ودون أن تتألم لذلك لا يوجد أصعب من فراق الأحبة.. يرحلوا ويتركوا في القلب ندبات لا يزول أثرها حتى وإن توالت الأيام ومرت السنون.. بدونهم يبكي القلب ويجف بُكاء العين فما أصعب ذلك حين تبحث عن مدامعك فلا تجدها! تبحث عنها كي تُطفئ بها جذوة الاشتياق ولهيبُ القلب المشتعل.. تبحث عنها لتخفف وطأة الألم وحدّته على نفسك ولكنها تأبى النزول فتظل تحترق ويحترق قلبك إلى أن يصبح رماداً.
الفراق حديثه الصمت وعندما يفيض بنا يكون لسانه الدموع لا ندرى أنبكى عليهم أم نبكى على أنفسنا القلب كان ملكاً لهم هم ولكن عند فراقهم يصبح القلب فارغاً باهتاً كأنما هو متعلق بهم وحدهم وكأن الأرواح كانت متصلة بحبل من الوداد فانقطع ذاك الحبل فجأة فتمزقت قطعة من روحك فتتقيد بألم كبير وحزن لا يفارقك أبداً حتى وإن تظاهرت بعكس ذلك.. تغيب شمس الأحبة عن سمانا فيصبح الكون كلّه ظلامٌ دامس، يصبح الكون كله من دون أيّ ألوان وملامح أو أصوات، لم يعد سوى صدى أصواتهم ترنّ في أذانِنا، لم نعد نرى سوى صور وجوههم، لم نعد نتذكّر سواها، لم نعد نتذكر سوى نظرات أعينهم عند وداعنا
هي لحظات قد تمر على أي واحد منا.. لكن لا يجب أن نخرجها من إطار لحظات الضعف.. ومع ذلك لا يجب أن نتمادى في هذه اللحظات ونتركها تقيدنا وتسيطر علينا.. عندما تشعر بالهوان اجعل هذه الآية نصب عينيك “وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ” اجعلها تملأ فؤادك وترويه بماء الصبر واليقين اصبر واحتسب كل ذاك الألم عند الله واعلم أن الله سيعوضك بلقائهم في جنات النعيم ونعم الجزاء هو.